قلب القدس عضو مميز
عدد المساهمات : 117 تاريخ التسجيل : 23/10/2009
| موضوع: احتمالات فشل وساطة قطر بين ايران والسعودية اقوى من احتمالات النجاح الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:34 pm | |
| كاتب صحفي : لم يعد خفياً على احد ان التوتر الايراني- السعودي وصل الى حد خطر، برز بشكل خاص مع دخول القوات العسكرية السعودية على خط النزاع الدائر بين قوات الامن اليمنية وجماعة الحوثيين. واذا كان صحيحاً ان القوات اليمنية تتمتع بأفضلية السلاح والعدد، فإنه صحيح ايضاً ان الحوثيين يتمتعون بأفضلية الجغرافيا والتعاطف الايراني والطريقة المتبعة في مثل هذه الظروف والتي تجعل من الصعب جداً على اي قوة ان تقضي على المتمركزين والمحصنين في هذه المواقع. واللافت ان الصراع في اليمن عاكس التوقعات، فلم يكن الكثيرون يتوقعون ان تستغرق العمليات العسكرية للجيش اليمني هذا الوقت، وهو المدعوم سياسياً وعسكرياً من الكثير من الدول، كما ان دخول السعودية بأسلحتها الجوية خصوصا على الخط لم يسرّع الامر بل فتح جبهة جديدة كان السعوديون في غنى عنها. ويبدو ان الامور تفاقمت الى حد كبير، ما جعل قطر تدخل على الخط وتعرض وساطة مباشرة بين الجانبين السعودي والايراني، وذلك بعد ان اتهم اليمن بشكل رسمي ايران بالوقوف وراء تمرد الحوثيين، فيما احتجت السعودية بشدة على تصريحات ايرانية دعت الى عدم تدخل الدول في الصراع الدائر في اليمن. من هنا، كان توجه امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين الى ايران ولقائهم كبار المسؤولين فيها في محاولة للتخفيف من التوتر الدائر وذلك بعد زيارة مماثلة للرياض، فيما كانت لافتة دعوة الامين العام لـ"حزب الله" في لبنان السيد حسن نصر الله منذ ايام قليلة الى نجاح التقارب السعودي- الايراني لانه يعود بالخير والفائدة ليس فقط على البلدين المعنيين بل على المنطقة بأسرها.
ولكن لا يبدو ان الامور تتجه نحو الانفراج القريب في العلاقات والذي سينعكس على الوضع في اليمن والمنطقة بشكل عام. فالقطريون الذين كانوا نجحوا في السابق في تقريب وجهات النظر بين السلطات اليمنية والحوثيين من خلال اتفاق تم الوصول اليه في الدوحة، لا يزالون يذكرون كيفية اجهاضه من قبل القوى الاقليمية وبعض الدول الغربية ليدفن بعد وقت قصير جداً من ولادته، والوضع الذي ادى الى هذه الانتكاسة في السابق لا يزال على حاله، وبالتالي، فإن التوصل الى اتفاق لا يبدو في متناول اليد، وجلّ ما يمكن للقطريين ان يطمحوا اليه هو تخفيف التشنج والتوتر بين الايرانيين والسعوديين لتهدئة الامور في اليمن وليس لحلها بشكل جذري. ولكن ما يشجع القطريين على الاستمرار في مبادرتهم هو اقتناع بات موجوداً لدى السعوديين والسلطات اليمنية بأنه لا يمكن القضاء على الحوثيين، انما يجب الحد من خطورتهم والتفاهم معهم على اتفاق يؤمّن هيبة الشرعية اليمنية والمملكة السعودية، وهنا تكمن الصعوبة والرهان على الوقت لان السعوديين واليمنيين يراهنون على ضيق النفس الايراني الذي يتعرض لضغوط بالنسبة الى برنامجه النووي، فيما يراهن الايرانيون على قدرة الحوثيين على الصمود واقلاق راحة الرياض وصنعاء لمد طويل. | |
|